هذه القصيدة هي للدكتور عبد العزيز الرنتيسي
وكان قد كتبها في عام 2003 وقد كتبها للشيخ المجاهد إسماعيل هنية والدكتور محمود الزهار عقب استشهاد نجله خالد
وعندما تقرأ القصيدة تلاحظ أنها كتبت اليوم .. وكأن الرنتيسي رحمه الله يعلم ما سوف يكون أترككم مع القصيدة
عزيز دمع إخواني عليَّ *** فكفكف من دموعك يا هنية
ولا تحزن فإن الحزن ولى *** وأدبر في متاهات قصية
أنا في الخلد أسرح في رباها *** وأمرح بين أفنان ندية
ترى الولدان من حولي سعاة *** وكم زفت إلى قصري صبية
وأنهارا من العسل المصفى *** وفاكهة وأصنافا شهية
وكأسا من معين كم شرينا *** ومن خمر معتقة نقية
وكم أهدى لنا الرحمن فيها *** نعيما والرضى أغلى هدية
فسر يا صاحبي فالركب يمضي *** إلى فوز وجنات علية
لباس الخالدين بها حرير *** وأثواب النعيم السندسية
تقدم يا أخيَّ ولا تبالي *** تقدم فالجهاد هو القضية
فإني قد وجدت الموت شهدا *** وفي الرحمن ما أحلى المنية
تقدم يا سميَّ وكن عجولا *** فكم لاقى السميُّ بها سمية
نسيت - وربنا- سهر الليالي *** ومر العيش والدنيا الدنية
وأياما حوادثها جسام *** وساعات ثوانيها عصية
هنا نلقى النعيم جوار ربي *** ونلقى أحمد الهادي نبيه
يعانقني الأحبة من حماس *** وحولي كل ذي نفس أبية
ومن لله قد سارت خطاه *** وثارت فيه للدين الحمية
ومن أهدى له الرحمن قلبا *** ونفسا كالسنا العالي زكية
هنا يا صاحبي أسمى نعيم *** ترى نفس الجزوع به رضية
ترى الدنيا وزخرفها حطاما *** وبؤسا لا تطيب به سجية
فكم عاش الملوك بها حياة *** برغم هنائهم كانت شقية
فكن كالراكب الماضي لعرس ** له الدنيا وصهوتها مطية
تأبط حبل ربك والتزمه *** فإن الله لا ينسى وليه
وقد تأتي السعادة من شقاء *** وقد تأتيك بالخير البلية
بودي أن أعود وأن تراني *** أزلزل في الكتيبة والسرية
فتجري من لدنا ريح حرب*** بأمر الله عاتية قوية
بعزم كتائب القسام نمضي *** ندك الغاصبين بلا روية
ونبني عزة الإسلام مجدا *** ولا نبقي لمن كفروا بقية
ألا بلغ سلامي كل زند *** لنصر الله هز البندقية
وشيخَ الثائرين وكل كف *** تعالت من سواعدنا الفتية
وللرنتيس شوق من محب *** وللزهار من قلبي التحية
لدمعك يا أخي في القلب وقع*** يثير لواعج النفس الشجية
فلا تحزن وقل للناس إني *** بقرب محمد خير البرية
وداعا يا أخي وإلى لقاء *** بجنات العلا الخضر البهية
فكفكف دمعك الجاري وعدني *** بأن ترعى بهمتك الوصية
فما في الأرض بعد الدين شيء *** بأغلى من دموعك ياهنية
انها حقاً قصيدة رائعة تدل على مدى الحب فى الله و الارتباط بين هؤلاء الاخوان
ووصف الجنة كان اكثر من الرائع و اختيار الالفاظ الجميلة للدكتور الرنتيسى رحمه الله
هذه القصيدة انشرها لاقول ان هذه هى حياة المجاهدين العاملين و هذه هى اخرتهم جنة عرضها السموات و الارض اعدت للمتفين
فيها ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
فهنيئا لمن عاش حياة المجاهدين المرابطين الى ان يلقى الله اما شهيدا او من الصالحين
و اخيرا
فسر يا صاحبى فالركب يمضى الى فوز و جنات علية
و جزاكم الله خيرا