Saturday, April 12, 2008

من الرنتيسى لإخوانه





هذه القصيدة هي للدكتور عبد العزيز الرنتيسي


وكان قد كتبها في عام 2003 وقد كتبها للشيخ المجاهد إسماعيل هنية والدكتور محمود الزهار عقب استشهاد نجله خالد


وعندما تقرأ القصيدة تلاحظ أنها كتبت اليوم .. وكأن الرنتيسي رحمه الله يعلم ما سوف يكون أترككم مع القصيدة




عزيز دمع إخواني عليَّ *** فكفكف من دموعك يا هنية


ولا تحزن فإن الحزن ولى *** وأدبر في متاهات قصية


أنا في الخلد أسرح في رباها *** وأمرح بين أفنان ندية


ترى الولدان من حولي سعاة *** وكم زفت إلى قصري صبية


وأنهارا من العسل المصفى *** وفاكهة وأصنافا شهية


وكأسا من معين كم شرينا *** ومن خمر معتقة نقية


وكم أهدى لنا الرحمن فيها *** نعيما والرضى أغلى هدية


فسر يا صاحبي فالركب يمضي *** إلى فوز وجنات علية


لباس الخالدين بها حرير *** وأثواب النعيم السندسية


تقدم يا أخيَّ ولا تبالي *** تقدم فالجهاد هو القضية


فإني قد وجدت الموت شهدا *** وفي الرحمن ما أحلى المنية


تقدم يا سميَّ وكن عجولا *** فكم لاقى السميُّ بها سمية


نسيت - وربنا- سهر الليالي *** ومر العيش والدنيا الدنية


وأياما حوادثها جسام *** وساعات ثوانيها عصية


هنا نلقى النعيم جوار ربي *** ونلقى أحمد الهادي نبيه


يعانقني الأحبة من حماس *** وحولي كل ذي نفس أبية


ومن لله قد سارت خطاه *** وثارت فيه للدين الحمية


ومن أهدى له الرحمن قلبا *** ونفسا كالسنا العالي زكية


هنا يا صاحبي أسمى نعيم *** ترى نفس الجزوع به رضية


ترى الدنيا وزخرفها حطاما *** وبؤسا لا تطيب به سجية


فكم عاش الملوك بها حياة *** برغم هنائهم كانت شقية


فكن كالراكب الماضي لعرس ** له الدنيا وصهوتها مطية


تأبط حبل ربك والتزمه *** فإن الله لا ينسى وليه


وقد تأتي السعادة من شقاء *** وقد تأتيك بالخير البلية


بودي أن أعود وأن تراني *** أزلزل في الكتيبة والسرية


فتجري من لدنا ريح حرب*** بأمر الله عاتية قوية


بعزم كتائب القسام نمضي *** ندك الغاصبين بلا روية


ونبني عزة الإسلام مجدا *** ولا نبقي لمن كفروا بقية


ألا بلغ سلامي كل زند *** لنصر الله هز البندقية


وشيخَ الثائرين وكل كف *** تعالت من سواعدنا الفتية


وللرنتيس شوق من محب *** وللزهار من قلبي التحية


لدمعك يا أخي في القلب وقع*** يثير لواعج النفس الشجية


فلا تحزن وقل للناس إني *** بقرب محمد خير البرية


وداعا يا أخي وإلى لقاء *** بجنات العلا الخضر البهية


فكفكف دمعك الجاري وعدني *** بأن ترعى بهمتك الوصية


فما في الأرض بعد الدين شيء *** بأغلى من دموعك ياهنية




انها حقاً قصيدة رائعة تدل على مدى الحب فى الله و الارتباط بين هؤلاء الاخوان


ووصف الجنة كان اكثر من الرائع و اختيار الالفاظ الجميلة للدكتور الرنتيسى رحمه الله




هذه القصيدة انشرها لاقول ان هذه هى حياة المجاهدين العاملين و هذه هى اخرتهم جنة عرضها السموات و الارض اعدت للمتفين


فيها ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر




فهنيئا لمن عاش حياة المجاهدين المرابطين الى ان يلقى الله اما شهيدا او من الصالحين




و اخيرا




فسر يا صاحبى فالركب يمضى الى فوز و جنات علية




و جزاكم الله خيرا

Wednesday, April 2, 2008

يا أمتى معذرةً

اشتقت إلى التديون بعد فترة انقطاع ليست بالقليلة فجئت متحدثاً إليكم عما بداخلى من خواطرى تجول بخاطرى .. اسأل الله عزوجل ان ينفعنى و ينفعكم بها .. اللهم آمين
يشغلنى فى هذه الفترة و دائما ما يشغلنى و من الطبيعى ان يشغل كل مسلم ملتزم يحسب نفسه ممن يسير فى ركب الدعاة إلى الله . أمر عظيم و جلل و خطير . ألا و هو حال الأمة الإسلامية . حال أمتنا التى نحن منها و لها هذا الحال الذى أصبح لايغفل عن إنسان من كثرت ما نراه و نسمعه على شاشات التلفاز و على صفحات الانترنت .. حال امتنا و أوطاننا و شعوبنا الاسلامية .حال فلسطين و العراق و لبنان و افغانستان و السودان و الصومال و سورية و غيرها من تشتت و ضياع و انقسام و تشرذم و فساد و محاربة للاصلاحيين داخل البلاد
إن ما نراه ليس بالقليل و لا يصح و لا يمكن أن يمر علينا هكذا او نكون مكتوفى الأيدى لا نملك من أمرنا شئ .. هل تبلدت مشاعرنا ؟ و هل أصبحنا معدومى الأحساس ؟ لا نغار على أوطاننا و أهلنا و نساءنا و أمهاتنا و لا نبكى لحال أطفالنا . أم ان الأمر لايهمنا مادمنا نعيش فى بيوتنا آمنين وسط أهلينا و أولادنا .. و الله لا أستطيع أن أقول عليها إلا أنها أنانية و لن تؤدى بنا إلا إلى الضياع و الهوان
يقول النبى عليه الصلاة و السلام : يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أومن قلة نحن يارسول الله . قال لا بل انكم كثير و لكن غثاء كغثاء السيل يصيبكم الوهن وينـزع الله المهابة منكم من صدور أعدائكم، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت
لا أريد ان اطيل فى الكلام و لكن الحال لا يخفى على أى إنسان . و لكن نحن لسنا كأى إنسان فى هذه الأوطان نحن أصحاب فكر و دعوة نحن تعلمنا أن المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و لا يخذله و تعلمنا أيضا أن مثل المؤمنين فى توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تتداعى له ثائر الجسد بالسهر و الحمى
لذا فعلينا ان نكون أصحاب هم لهذه القضية يجب أن تشغلنا فى كل وقت من أوقاتنا نتحرك بها و لها و نعمل من أجل أن يرفع عنا الله ما نحن فيه و عن اخواننا فى شتى بقاع الأرض . فظللت أفكر كثيرا ماذا علىُ أن افعل تجاه هذه الأمة الغارقة فى جراحاتها و آلامها
و بينما فى احدى الطرق و مع احد الأصدقاء المقربين إلى قلبى - أحبه كثيرا فى الله و أحس انه أخى بما تحويه هذه الكلمة من معنى لقربه و حنانه و عطفه علىُ و نصائحه الغالية التى لا تكاد ان تكون مثل النور اهتدى به فى الظلام حفظه الله و بارك فيه - قلت له كلمة واحد بل كلمتين لم أزد عليهما حين سألنى ما يشغلنى فقلت له ( حال الامة ) ففهم ما أقصد فقال لى كلام فى مجمله أن كل إنسان فى الحياة له طاقة و سعة و مجهود أعطاه الله إياها لكى يستغلها فى ما هو يريد و ما يشغله و نحن اصحاب الدعوات علينا ان نرسخ مجهودنا فى احياء الامة من جديد و ايقاظها وتوعية اهلنا و شبابنا و نسائنا كل منا على حدة و بمجهوده الفردى فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها و انتهى كلامه لانتهاء الطريق و بعد ان فارقته طوال الطريق إلى بيتنا و انا افكر فيما قاله و ماذا علىُ ان افعل تجاه الامة فوجدت أن ابدأ بنفسى و بحالى و كيف و انا من يهمه حال الامة و يريد لها الصلاح و أن أغير من نفسى و من تقصيرى فى حق ربى و حق دعوتى و أن أتحرك بهذه القضية بين الناس و لا أتوقف و أن أبذل الجهد و السعى الدؤب لارضاء الله فى المقام الاول ثم لتحرير أوطاننا شبرا شبرا و أرضا أرضا
أسمع كلام الإمام البنا فى أذنى إذ يقول : أيها الاخوان المسلمون اسمعوها منى عالية مدوية إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده و لست مخالفا هذه الحدود التى أقتنعت كل الأقتناع بأنها أسلم طريق للوصول ؛ أجل قد تكون طريقا طويلة و لكن ليس هناك غيرها . انما تظهر الرجولة بالصبر و المثابرة و الجد و العمل الدائب
أيها الاخوان المسلمون :
- ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول
- و أنيروا أشعة العقول بلهب العواطف
- و ألزموا الخيال صدق الحقيقة و الواقع
- و أكتشفوا الحقائق فى اضواء الخيال الزاهية البراقة
- و لا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة
- و لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة ؛ و لكن غالبوها و و استخدموها و استعينو ببعضها على بعض
- و ترقبوا ساعة النصر و ماهى منكم ببعيد
إن ميدان القول غير ميدان الخيال
و ميدان العمل غير ميدان القول
و ميدان الجهاد غير ميدان العمل
و ميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ
اخر الكلام : اللى انا عايز اقوله يا حماعة .. أن ينظر كل انسان منا الى نفسه و يحدد ما يمكن ان يقدمه تجاه امته ووطنه و ما تمليه عليه ظروفه و طاقته فالمسئولية فردية كل سيسأل امام الله عزوجل بمفرده ماذا قدم لهذا الدين و لهذه الامة .
و اسأل الله أن ينفعنى و ينفعكم بهذا الكلام و نستنهض هممنا و نستعين بالله عزوجل حتى تحرر بلادنا و اوطاننا مما هى فيه فإنه ولى ذلك و القادر عليه
جزاكم الله خيرا و اترك الحديث مفتوحا لمن له رأى او تعليق اتشرف بالاستفادة منكم . و من له اقتراح او وسيلة عملية لا يبخل علينا بها
أخوكم / أحمد سنوسى
Ta3lo-nhlm