و من بعد قراتى للقصة _ و انا اشعر بالخجل
قصتي مع الآنسة إيمان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذه قصة واقعية حدثت لي شخصيا و لا أنقلها عن أحد و أحببت أن أحكيها لكم لما فيها من العبر و المعاني و التحدي عسى الله أن يهدي بها فردا فيكون في ميزان حسنات صاحبة القصة و هي لا تدري
أنا إسمى المهندس أحمد الرخاوي
و في الغالب أنتم تعلمون ما أحاول أنا و أصدقائي القيام به من جمع مساعدات مادية من المعارف و الأصدقاء و توزيعها على المعدمين في منطقة زهراء دار السلام , و الحمد لله بفضل الله و منه و جوده و كرمه بارك الله لنا في النشاط و أصبح الدخل المادي الشهري يزيد عن ما خططنا له حتى أننا كنا نوسع على الأسر بما يزيد عما إتفقنا عليه معهم .
لذا ففكرنا أن نوسع النشاط بحيث يشمل مناطق أخرى , و لذا فقد بعث صديق لي برسالة عن أخت تدعى الآنسة إيمان تعمل في مجال النشاط الخيري و على إتصال و معرفة بأسر محتاجة فقمت بالإتصال بها تليفونيا و إتفقنا على مساعدتها فيما يستجد معها من إحتياجات
و بالفعل إتصلت بي الأستاذة إيمان فيما بعد لتشرح لي إحتياج ثلاث أسر : الأستاذة سلوي ( حالة روماتويد + فقر شديد و عليهم إيجار منزلي متأخر ) ...... الحاج عبد الفتاح ( يحتاج عملية قسطرة ) ...... الطفل إسلام ( يتيم ضرير يحتاج لدخول مدرسة داخلية متخصصة ) و شرحت لي إحتياج هذه الحالات الثلاثة للمال و عرضت أن تأتي هي لي لتأخذ المال
و بصراحة وافقت بسرعة على عرضها أن تأتيني هي لإنشغالي ( و بصراحة أكتر كسل ) بدلا من أن أذهب لها أنا
المهم جائت هي لي ( ملاحظة : هي جائت لي من حدائق المعادي إلى المنطقة الصناعية في شارع جسر السويس ) جائت لي و وقفت و تكلمت معها و لاحظت مشكلة في عينيها و تخيلت أنه لعل كان عندها إصابة قديمة فيهم أو ضعف نظر
و بعد أن إتفقنا على كل شيء طلبت هي مني أن أعينها على عبور الطريق للناحية الأخرى و قلت لها حسنا و لاحظت أنها تريد التعلق بثيابي و هنا فهمت كل شيء
الأستاذة إيمان التي تعمل في العمل الخيري و تعول أسر و تعين ناس على الذهاب للقصر العيني و و و و ......ضريرة .........ضريرة و تأتي من المعادي لجسر السويس في سبيل إحتياج أسر محتاجة
ضريرة و تركب مترو أنفاق و مواصلتين ميكروباس لتصل إلي لأعطيها مال
ضريرة و تذهب لمستشفى القصر العيني و تتخانق مع الموظفين لتدخل حالة عبد الرازق ليعمل عملية قسطرة
ضريرة يا رجالة ..... يا أصحاب العضلات و السيارات و البصر
ضريرة يا أصحاب الصحة الوافرة و الأموال الكثيرة
ضريرة يا أصحاب الشوارب ......... و لا نقول يا أصحاب السكسوكة ..... أصل الشنبات و اللحية راحت أيامهم و دلوقتي عصر الرجل الخنفس اللي عامل شعره جل و ماشي مسقط البنطلون .
الست و أنا واقف مستني معاها أركبها الميكروباص قاعدة تكلمني عن قد إيه ربنا كريم حليم منان و قد إيه ربنا أنعم عليها بنعم كتير و إنها لازم تشكر النعمة اللي هيا فيها
قلت في سري الحمد لله إنها مش شايفة البني آدم اللي وقاف معاها اللي ربنا زاده بسطة في الجسم و الصحة و لم يزده بسطة في العلم و سايب الستات العمياوات هما اللي بيقوموا بالوظيفة اللي المفروض يقوم هو بيها
فعلا يومها شفت ست بألف رجل بمعني الكلمة أنا بأقسم بالله لم أرى في حياتي سيدة ( أو رجل ) تعاظم حجمه قدامي كما فعلت هذه الضريرة
و بعد ما ركبتها الميكروباص روحت و أنا ماشي مش جاي في بالي غير آية واحدة من كتاب الله
{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ
وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ
وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء
وَإِن تَتَوَلَّوْا
يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }محمد38
ربنا دعانا للإنفاق : إنفاق المال و الصحة و المجهود و الجهاد و إحنا فضلنا السينما و القهاوي و الشيشة
إحنا رفضنا
فا ربنا إستبدلني و إستبدل آلاف الشباب بست واحدة و مش ست و بس دي ست ............ مبصرة و إحنا اللي عمي والله
يا رب هاعمل إيه يوم القيامة يوم ما آجي قدامك بالمصايب اللي أنا عاملتها و تيجي الآنسة إيمان ديه بصبرها على الإبتلاء و بعملها .......أستر علينا يا رب